الأحد، 17 مارس 2013

مدخل إلى المواقع الإلكترونية


مفتتح القول:
سنتطرق في هذه المقالة إلى الحديث عن المواقع الإلكترونية باعتبارها تنتمي إلى ما يطلق عليه المختصين ب"الإعلام الجديد" الذي ظهر مع ما يسمى ب (Web 2.0) في بداية السنوات الأولى من القرن الواحد والعشرين، حيث تعتمد على شبكة الأنترنيت كمجال لعملها، من خلال نظام Html وهو نظام خاص يمكن الأفراد من صياغة صفحة إلكترونية خاصة بهم بعد شرائها من قبل الشركات المتخصصة في ذلك المجال، ويمكن اعتبار نظام Html على أنه أحد اللغات الأساسية التي ترتبط بالشبكة العنكبوتية. والمواقع الإلكترونية مواقع متنوعة في كل المجالات، وتقوم بتقديم مختلف الخدمات على المستوى الإعلامي والاجتماعي والترفيهي، حيث سنعرض في هذا المقال نوعين من المواقع الإلكترونية، والمتمثلة أساسا في المواقع الإعلامية ذو البعد الإخباري، والمواقع الاجتماعية ذو البعد الاجتماعي ـ التواصلي مع التركيز على أحد المواقع الإلكترونية للتواصل الاجتماعي كموقع "الفيس بوك" نموذجا.
المواقع الإخبارية ـ الإعلامية
تعرف هذه المواقع انتشارا واسعا على الشبكة العنكبوتية، وهي متنوعة تهدف إلى نشر الأخبار، والتقارير، والتحقيقات، والمقالات، وتقديم النشر الإعلاني، وعرض المواد المرئية، والمواد المسموعة، وتقوم بتوفير المجلات والكتب الإلكترونية إلى جانب أنها تساهم في تقديم أحدث التقنيات بالعالم الافتراضي من خلال النشر الإلكتروني. وحاليا ليس هناك تعريف دقيق لمفهوم المواقع الإعلامية نظرا لتعدد مهامها ووظائفها، إلا أنه يمكن اعتبارها بأنها مواقع تقوم بمقام وكالات الأنباء والصحافة والمجلات ودار النشر على أرض الواقع لكن بإصدار إلكتروني.
أولا: الصحافة الإلكترونية
من المتعارف عليه أن الصحف الورقية من الوسائل التي كانت ولا تزال معمولة بها آنيا منذ اختراع المطبعة على يد "جونتبرغ" سنة 1450، وهي وسيلة لا يمكن إنكارها بأنها لعبت دورا أساسيا ومهما للقارئ في نقل المعرفة والأخبار وتجارب الناس إليه. ومع التطور الذي عرفته مهنة الصحافة بسبب التطور التكنولوجي الذي ساهم بدوره في إقبال الناس على حب الاستطلاع والمعرفة، ظهرت لنا مجموعة من المواقع الإلكترونية التي تهتم بنشر الأخبار والمعلومات بمختلف أنواعها على شبكة الأنترنيت، وهي مواقع لا تستغرق وقتا طويلا في نشر مختلف الأخبار والتقارير...إلخ، بعكس الصحف الورقية التي تحتاج إلى جهد في إعدادها، وقد أصبحت هذه الصحف الورقية هنا والآن تواجه منافسة من قبل الصحف الإلكترونية نظرا لارتفاع عدد المستخدمين للأنترنيت.
ونتيجة للثورة المعلوماتية في عالم الصحافة فقد ظهرت مجموعة من الصحف العالمية والعربية التي تنشط في الشبكة العنكبوتية (الأنترنيت) «مقابل الصحافة الورقية أو المطبوعة أو الصحافة التقليدية، حيث أصبح بالإمكان قراءة الصحيفة من خلال جهاز الكمبيوتر الشخصي، سواء في المنزل أو في العمل أو في أي مكان وأي زمان، فالصحافة الإلكترونية لا تعرف حدود الزمان والمكان، وأصبحت الأخبار بكل أنواعها متاحة للجميع وعامة وغير مكلفة بل تكاد تكون مجانية»[1]. وتعتمد هذه الصحف على مختلف المصادر، وهناك صحف إلكترونية تسمح للأفراد بنشر مقالاتهم الإخبارية وذلك من خلال إرسالها عبر البريد الإلكتروني، حيث تهدف من هذه العملية إلى نشر مختلف الأخبار من حيث النص والتحليل، بشكل دوري ومستمر وتكون هذه العملية غالبا مجانية.
وما يميز الصحافة الإلكترونية أنها سريعة جدا في نقل الأخبار والتقارير والمعلومات، خاصة إذا كان الشخص يمارس مهنة الصحافة، فهو غالبا ما يحمل معه جهاز كمبيوتر متنقل "Pc Portable" وجهاز الإرسال موديم "Modem"، فذلك يمكنه من كتابة مقال من خلال رصد حدث معين وإرسال الملف بصيغة Word عبر البريد الإلكتروني لمدير الموقع، ليقوم هذا الآخير بنسخه ووضعه على صفحة جريدته الإلكترونية في زمن لا يتعدى خمس دقائق، وهذا راجع إلى التقنيات والأيقونات المعتمدة في إدراج النصوص وعرض مقاطع الفيديو بالموقع الإلكتروني.
وفي حقيقة الأمر أنه من الصعب جدا تحديد عدد المواقع للصحافة الإلكترونية خاصة المواقع العربية منها، لكن يمكن القول أن أول صحيفة إلكترونية عربية على شبكة الأنترنيت كانت صحيفة "الشرق الأوسط" (aawsat.com) في عام 1995. وفي المغرب هناك العديد من المواقع الإخبارية من بينها موقع "هسبريس" (hespress.com) وهي جريدة إلكترونية مغربية تجدد على مدار الساعة، حيث يوميا يستقي موقع "هسبريس" آخر الأنباء من مختلف أرجاء المغرب اعتمادا على مراسلي الموقع المنتشرين في أغلب مدن المغرب وخارجه، وتسمح لزوارها بإدراج التعاليق بشرط حتى يتم الموافقة عليها من قبل المسؤول عن الموقع. ثم نجد موقع "هبة بريس" (hibapress.com) وهي جريدة إلكترونية مغربية متجددة على مدار الساعة تجمع آخر الأخبار و التطورات على الساحة و تتيح لزوارها الإدلاء بأرائهم وتعليقاتهم بجميع المواضيع، وهناك موقع "المغرب الملكي" (karimedia.org) وهو موقع جد هام يهتم بالأنشطة التي تقوم بها المؤسسة الملكية بالمغرب.
ثانيا: المجلات الإلكترونية
في اعتقادي أنه ليس هناك اختلاف بين الصحافة الإلكترونية والمجلة الإلكترونية من حيث التطبيقات التي تعمل على إدراج النصوص في المكان المخصص لعرض المقال، والمجلة الإلكترونية تختلف عن المجلة الورقية المتداولة في الشارع، لأنها مجانية ويمكن تحميلها ونشرها. إذ تسمح للناس بتفقد آخر الكتابات والمقالات التي تكون مرفوقة بالصور أحيانا، وغالبا ما تكون هذه النصوص أو المقالات على شكل صيغة pdf، وهناك مجموعة من المجلات الإلكترونية التي تعمل بنفس مواصفات المجلات الورقية المطبوعة من حيث تدبير المجلة كرئيس التحرير ومساعدين والمصممين، وتعرف المجلات الإلكترونية تنوع في مواضيعها فهناك ما هو (سياسي، واجتماعي، واقتصاي، وتعليمي، ورياضي... إلخ)، ويتم إصدار هذه المجلات في مواعيد منتظمة، أو غير منتظمة.
وقد عرف العالم العربي أول مجلة إلكترونية في فبراير سنة 2000، وهي مجلة "عربيات" (arabiyat.com) ذات محتوى مستقل وفريق عمل متخصص على شبكة الأنترنيت تهتم بكل ما هو ثقافي، واجتماعي وسياسي وغيرها، بحيث تشجع الأفراد بالانخراط وفتح حساب بالمجلة بهدف نشر إنتاجاتهم الفكرية وتبادل الخبرات والمعلومات والتعليق عليها، وهناك من المجلات العلمية التي تصدر كل ثلاث أشهر تقريبا، مثل مجلة "إضافات" ومجلة "المستقبل العربي" و"المجلة العربية للعلوم السياسية" و"مجلة بحوث إقتصادية عربية" وهي كلها مجلات يتم نشرها من خلال موقع "مركز دراسات الوحدة العربية" (caus.org.lb)، وهي مجلات علمية تقوم بنشر أهم وآخر المقالات للباحثين في كل التخصصات العلمية حيث يمكن الإطلاع عليها مجانا من الموقع المذكور. وعلى ذكر المجلة العلمية الإلكترونية فإنها تساهم في نشر المعلومات وتشجع على المناقشة والمناضرة، وتزيد من المشابكة بين الباحثين والعلماء، كما أنها وسيلة ملائمة لجل الباحثين والطلبة في الإطلاع على مختلف البحوث والتقارير والإنتاجات الفكرية بسرعة فائقة.
ثالثا: المكتبة الإلكترونية
تعد المكتبة الإلكترونية آخر ما أنتجته الثورة المعلوماتية في عالم التكنولوجيا، فقد أدى تطور التكنولوجي والمعلوماتي إلى ظهور هذا النوع من المواقع الإلكترونية التي تهتم بالكتب، وذلك بعرضها أمام مستخدمي الأنترنيت بهدف شرائها من خلال الدفع عبر الشبكة العنكبوتية أو تحميلها مجانا، ثم هناك مواقع تسمح لمستخدمي الأنترنيت من الولوج وتصفح آخر الكتب والتقارير دون تحميلها مثل موقع "غوغل بوكس" (books.google.fr). إضافة إلى انتشار ما يطلق عليه بدار النشر الإلكتروني التي تقوم بإصدار أي عمل علمي أو أدبي بصيغة إلكترونية وهي صيغة pdf، وهذه الصيغة تحتاج إلى برنامج على الحاسوب اسمه "أدوب ريدر" (Adobe Reader) الذي يسهل عملية الإطلاع على الكتب بطريقة سهلة وبسيطة خالية من التعقيد.
رابعا: الويكي
الويكي (Wikis) هي مواقع ويب تسمح لمتطوعيها من إدراج مقالاتهم وتعديلها، وهي من المواقع النشيطة حيث يلج إليها العديد من مستخدمي الأنترنيت، لأنها تقدم لهم المعرفة والمعلومات والأخبار حول الموضوعات التي يبحثون عنها، وهي مواقع تلعب دور قاعدة البيانات، «ومن أشهر المواقع الوكي، موقع "وكيبيديا" (wikipedia.org) التي أسسها جيمي وايلز (Jimmy Wales)، واستطاعت أن تحقق نجاحا بعد ثلاث سنوات من إنشائها. إنها نوع من الصحافة التشاركية التي لا مثيل لها؛ آلاف من الأفراد من أنحاء العالم يضيفون خبراتهم، وأصواتهم وميولهم فيها. ويقدر مؤسس الموقع عدد المشاركين بانتظام بحوالي 1000 مشارك منتظم، وعشرات الآلاف من المشاركين غير منتظمين. كما أطلقت "وكيبيديا" موقع "وكينيوز" (wikinews) في سنة 2004، وهو عبارة عن موقع لجمع الأخبار من طرف أفراد مشاركين متطوعين»[2].
المواقع أو الشبكات الاجتماعية
يمكن أن نعرف المواقع الاجتماعية أو الشبكات الاجتماعية بأنها مجتمعات إلكترونية تقدم مجموعة من الخدمات التي من شأنها تشجيع عملية التواصل بين الأعضاء الشبكة الاجتماعية، وذلك عبر إرسال الرسائل الفورية، ومشاركة الأصدقاء بالصور والفيديو والروابط، وإنشاء مناسبات أو مجموعات تواصلية تعليمية أو ترفيهية أو سياسية أو اجتماعية...إلخ.
وترى موسوعة وكيبيديا بأن «معظم الشبكات الاجتماعية الموجودة حاليا هي عبارة عن مواقع ويب تقدم مجموعة من الخدمات للمستخدمين مثل المحادثة الفورية والرسائل الخاصة والبريد الإلكتروني والفيديو والتدوين ومشاركة الملفات وغيرها من الخدمات»[3]. وقد لعبت هذه الشبكات دورا مهما في تغيير الواقع السياسي بالعالم العربي بفضل سهولة الاتصال وتبادل المعلومات، وتعرف هذه المواقع انخراط العديد من المستخدمين للشبكة العنكبوتية من مختلف دول العالم، وهي شبكات تختلف وتتنوع حسب الخدمات التي تقدمها لأعضائها، فهناك المدونات الإلكترونية والمنتديات ومواقع للتواصل الاجتماعي، ومن أشهر هذه الشبكات التي يتم استخدامها حاليا "الفيس بوك" (facebook)، و"هاي فايف" (hi5)، و"التويتر" (twitter)، و"أوركت" (orkut)، و"مايس بيس" (myspace)، و"لايف بورن" (Lifeboon)، و"يوتوب" (youtube)، و"غوغل بلس" (plus.google).
أولا: المدونات الإلكترونية
المدونة الإلكترونية يعتبر أحد تطبيقات الأنترنيت، «يتألف من مذكرات ومقالات ويوميات وتجارب شخصية، أو وصف لأحداث وغيرها، من خلال النص، أو الصوت، أو الصورة، مع إمكانية التفاعل مع ما يكتب من خلال التعليق»[4]. وهو من بين المواقع الأسرع إنتشارا في صفوف مستخدمي الأنترنيت، نظرا للتسهيلات التي تقدمها بعض المواقع الإلكترونية وفق شروط عامة تتطلب التقيد بها من طرف المستخدم مثل "بلوغ سبوت" (Blogspot.com) وموقع"مكتوب بلوغ" (maktoobblog.com) وموقع "جيران" (jeeran.com)، وموقع "إلاف بلوغ" (elaphblog.com).
وقد جاء انتشار هذه المدونات نتيجة لعدم الثقة في وسائل الإعلام الحكومية، حيث غالبا ما تعمل هذه الوسائل بتغليط الرأي العام في قضايا اجتماعية وسياسية واقتصادية، فكما ترى النظرية الماركسية الجديدة أن وسائل الإعلام تمكن النخب من الهيمنة والحفاظ على سلطتها على المجتمع وتعمل على تهميش المعارضة، وهو الأمر الذي أدى بمجموعة من الشباب إلى إنشاء مدونة خاصة بهم يعبرون من خلالها على أرائهم، ويناقشون مختلف القضايا التي يعيشونها مبتعدين عن ما نسميه بغولية الإعلام الرسمي للدولة، وما يميز المدونة أنها تتصف بصفة الفردانية حيث تخضع لسيطرة كاملة من قبل المستخدم، فمن خلالها يعبر عن حياته اليومية عن ما فعله، وعن ما يراه، وعن ما يسمعه.
ثانيا: المنتديات
يعد المنتدى أحد أشهر أشكال الإعلام الجديد، وهو موقع إلكتروني للنقاش وعرض للمواضيع وتبادل الآراء والاهتمامات من قبل أعضائها، وقد ظهر موقع المنتديات قبل ظهور مفهوم الإعلام الجديد، ومن أشهر المنتديات بالعالم العربي المنتدى المغربي "ستارتايمز" (startimes.com) وهو منتدى غني بالمواضيع والخدمات التي يقدمها لأعضائه في كل المجالات التي ترتبط بكل من العالم الافتراضي والعالم المادي المحسوس، فليس هناك من مستخدمي الأنترنيت من لا يعرف منتدى "ستارتايمز"، فكل ما يخطر على الإنسان عندما يتصفح الأنترنيت يجده بالمنتدى، «ولكل منتدى عادة مشرف عام ـ يسمى في بعض المنتديات المراقب العام، وفريق من المشرفين لهم صلاحيات متفاوتة؛ فثمة مشرفون لهم صلاحية تحرير وتعديل مشاركات بقية الأعضاء، وآخرون تتسع صلاحيتهم لتشمل حذف المواضيع، وفي الغالب يكون المشرفون أعضاء عاديين في المنتدى تتم ترقيتهم وفق اعتبارات تضعها إدارة المنتدى»[5]. ويتم في المنتدى نشر مجموعة من المعارف والمعلومات والإبداعات الشخصية، غير أنها تُصعب الأمر على من يدخل إلى المنتدى بهدف الولوج إلى مصدر المعلومة، إلى جانب أن جل الأعضاء لهم أسماء مستعارة فغالبا ما يتجنبون التسجيل بالمنتدى بأسماء حقيقية.
ثالثا: الفيسبوك موقع للتواصل الاجتماعي
يعد موقع "الفيس بوك" (Facebook.com) أحد المواقع التي تتيح لعموم الناس لانخراط فيه مجانا، وهو الأشهر من بين المواقع الاجتماعية، والأكثر استخداما عند عموم الناس، حيث يمكن أن نقول بأنه يحتل المرتبة الأولى عالميا في استخدامه على الرغم من أنه يعرف تنافسا كبيرا بين مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى مثل "ماي سبيس" (myspace.com) و"غوغل بلاس" (plus.google.com). 
وعند ترجمة مصطلح "الفيس بوك" (Face Book) بالعربية، فإننا نجد أنها تعني "وجه كتاب"، والمعنى الذي يمكن أن نأخذه من هذه الترجمة أنه عبارة عن دفتر يحمل صور ومعلومات عن الأفراد أو لجماعات معينة بهدف تعريفهم وتقديمهم للآخرين مثل ما هو موجود بالجامعات الغربية التي تُعرف طلبتها المرشحين المتفوقين في حفل التخرج أو في انتخابات الطلبة الذي يعرف ب"طالب السنة"، فهي طريقة شائعة في معظم الجامعات الأمريكية، ومن هنا جاءت تسمية الموقع بهذا الإسم.
هذا وتم إنشاء موقع "الفيس بوك" في أول مرة سنة 2003 على يد طالب مولع بالشبكة العنكبوتية اسمه "مارك زوكربيرج" (Mark Zuckerberg)، حيث أراد من خلال إنشائه للموقع أن يلتقي مع زملاءه الطلبة في جامعة "هارفارد" الأمريكية في أوقات الفراغ بهدف تعزيز التواصل والإبقاء على الروابط فيما بينهم، وتبادل المعلومات والأخبار والصور والآراء. وقد عرف موقع "الفيس بوك" شعبية كبيرة بين الطلبة، مما سمح ل"مارك زوكربيرج" بتوسيع قاعدته وذلك بالسماح للتلاميذ، وطلاب الجامعات الأخرى، بالدخول إليه بعد أن كان حكرا ومقتصرا فقط على طلبة جامعة "هارفارد"، ومع إقبال التلاميذ والطلبة والأساتذة أدى هذا الأمر إلى إطلاق موقع "الفيس بوك" في سنة 2004 بعد أن كان اسم الموقع سابقا "فيس الماش" (Face Match) ثم تغير إلى اسم "دي فيس بوك" (thefacebook.com) حتى استقر في الإسم المتداول حاليا "الفيس بوك" (facebook). وقد عمل "مارك زوكربيرج" على توسيع قاعدته ليمكن عموم الناس من الانخراط بالموقع بعد أن لقي شهرة بكل من الولايات المتحدة الأمركية وكندا، وهو ما ساهم في ارتفاع عدد مستخدميه منذ تأسيسه، حيث يقدر عدد مستخدميه حاليا حوالي 900 مليون مستخدم على مستوى العالم، وفي العالم العربي يقدر عدد مستخدميه ب 43 مليون، وفي المغرب يصل عدد مستخدمي الفيسبوك إلى حوالي 4 ملايين، وغالبيتهم من الشباب، وهو ما يضع المغرب في الرتبة 37 من الدول العالم التي تستخدم الموقع الاجتماعي الفيسبوك، لكن تبقى ملاحظتي أن عدد مستخدمي موقع الفيسبوك بالمغرب وفي العالم غير حقيقي من حيث عدد مستخدمي الموقع، لأننا نجد بين المستخدمين من يمتلك أكثر من حسابين على موقع الفيسبوك.
و«لا يتطلب إنشاء حساب (بروفايل) على الفيس بوك أكثر من إيميل صالح تتلقى عليه رابطا لتفعيل الاشتراك وذلك لتحقق من هوية المستخدم، وبعدها يمكنك أن تدخل بيسر وسهولة إلى الموقع، فهو لا يتيح الدخول سوى لأعضائه، وتبحر في "مجاهل" هذه الشبكة»[6]، ويسمح بدعوة الأصدقاء سواء أكانت بشكل فردي أو جماعي عن طريق البريد الإلكتروني الذي استخدم في التسجيل من خلال أيقونة "إضافة صديق". 
وبعد إضافة الأصدقاء يمكن للمستخدم أن يقوم بإعداد ألبوم للصور أو مقاطع للفيديو خاص به، ويسهل "الفيس بوك" على المستخدم بنشر الصور والفيديو على حائط الأصدقاء والتواصل معهم أيضا، وإنشاء مجموعات افتراضية يتم فيها تبادل للمعلومات والأخبار والآراء والملفات، فهو نقطة التقاء للمهتمين بموضوع معين، من إداريين أو مهندسين أو سياسيين، أو طلبة...إلخ. وما يميز الموقع أنه وسيلة لانتشار المواد الإعلانية على صفحاته، ويسمح لأعضائه من الكُتاب بنشر مقالاتهم وإرسالها إلى الأصدقاء لكي يتم التعليق عليها، وهو أيضا وسيلة لجمع المعلومات والأنشطة من قبل الصحافة التي يقوم بها مشاهير العالم على المستوى السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، والفني حينما يعرضونها على صفحاتهم.
ويعتمد "الفيس بوك" على برمجيات مفتوحة تمكن من المطورين بتطوير التطبيقات الخاصة بالموقع وإتاحتها للمستخدمين العاديين ابتداء من أبسط التطبيقات إلى أعقدها التي ترتبط بتسهيل الولوج إلى بعض المواقع والاتصال بها عبر "الرابط الإلكتروني" من خلال وضعها على الحائط والضغط على أيقونة "نشر" مثل موقع "يوتوب" (youtube.com) وبعض المواقع الصديقة "للفيس بوك". وبالرغم من التطوير الذي يشهده الموقع الاجتماعي "الفيس بوك" من حيث التطبيقات، إلا أنه قد عرف مجموعة من الانتقادات خاصة ما يتعلق بالجانب الخصوصي لمستخدم "الفيس بوك"، فهو عرضة للاختراق من طرف "هاكرز" (Hackers) أي القراصنة.
ختام القول:
يمكن القول من خلال ما سبق، أن المواقع الالكترونية أصبحت تلعب دورا مهما في حياة العديد من مستخدمي الانترنيت بسبب سهولة استخدام التطبيقات الإلكترونية التي تتوفر عليها المواقع، فقد استطاعت أن تعوض الوسائل التقليدية في الوصول إلى المعلومات والاطلاع على أهم الأخبار بشكل سريع وعلى مدار الساعة، كما أنها منحت لهم فرصة للتعرف على العالم وتغييره. 

الهوامش: 
[1] . رمزي أحمد عبد الحي، نحو المجتمع الإلكتروني، الناشر مكتبة زهراء الشرق، القاهرة، الطبعة الأولى 2006، صفحة 148. 
[2] . المجلة العربية للعلوم السياسية، بالتعاون مع مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت ـ لبنان، العدد 31 ـ صيف 2011، صفحة 179. 
[3] . موسوعة وكيبيديا، مادة: خدمات الشبكات الاجتماعية (http://wikipedia.com).
[4] . سعد بن محارب المحارب، الإعلام الجديد في السعودية: دراسة تحليلية في المحتوى الإخباري للرسائل النصية القصيرة، جداول للنشر والتوزيع، لبنان الطبعة الأولى أكتوبر 2011، صفحة 92.
[5] . سعد بن محارب المحارب، نفس المرجع، صفحة 107. 
[6] . شادى ناصيف، فضائح .. Face Book, Scandals: أشهر موقع استخباراتي على شبكة الإنترنت، دار الكتاب العربي، دمشق ـ القاهرة، الطبعة الأولى 2009، صفحة 30.

هناك تعليق واحد: